الجامعة العربية: تحتفل بيوم التراث العربي تحت شعار “التراث الشعبي في الوطن العربي”
كلمة ممثل جمهوريه الجزائر
السادة الأفاضل،
الحضور الكريم كلّ بمقامه المحفوظ،
لا بدّ وأن الوطن العربي يحوز تراثا استثنائيّا في العالم، الامر الذي جعل اهتمامات المستشرقين والأنثروبولوجيين منصبّا على جزئيّة الدّهشة والسحر في التراث العربي الغني، والجزائر في امتدادها وشساعتها وتعدّدها تمثّل جزءا مهمّا من هذا التراث الذي تشكّل عبر قرون، وضمن مسعى الدّولة الجزائريّة لحماية التراث وُضعت خطةُ عمل شاملة في إطار مقاربة جديدة متعلقة بالتراث الوطني الشعبي، تهدف إلى حمايته وجرده وتصنيفه وتثمينه باشراك كل الفاعلين والمعنيين بالتراث الثقافي سواء الإدارات والمؤسسات، وكذا فعاليات المجتمع المدني ممثلة في الجمعيات التراثية، وذلك باتخاذ حزمة من الإجراءات يتمثل اسمجوا لي أن أبرز اهمها في عجالة:
بخصوص الأدوات المنهجية لحماية التراث الشعبي الوطني:
الجرد والتوثيق: تقوم الحكومة في عملية دائمة ومستمرة بتسخير جميع الإمكانات البشرية والمادية والعلمية والمنهجية في تشكيل بنك وطني لعناصر التراث الثقافي الشعبي، من خلال عمليات الحصر والتوثيق والتسجيل على مختلف الدعائم، التي تقوم بها المؤسسات الثقافية تحت الوصاية (مديريات الثقافة والفنون؛ المتاحف الوطنية؛ دواوين الحظائر الثقافية؛ مراكز البحث) وبالشراكة مع المؤسسات الجامعية، والجمعيات التي ينص قانونها الأساسي على حماية التراث الثقافي، وفي هذا الاطار وضعت وزارة الثقافة والفنون الأدوات المنهجية لإحصاء وجرد التراث الشعبي، تتمثل في بطاقات الجرد والنظام الوصفي لاستعمال بطاقات الجرد، وكذا القاموس الموسوعي لمفردات ومصطلحات التراث الشعبي الجزائري، وهي مقسمة إلى ثلاث مجالات:
جرد التعابير الثقافية التقليدية والشعبية غير المادية
جرد العناصر المادية لإنتاج الفنون التقليدية
جرد اشكال الفن المعماري التقليدي.
أيّها الحضور الكريم،
في هذا السياق تم إحصاء الى غاية يومنا هذا في جميع القطر الجزائري أكثر من ألف عنصر تراثي شعبي، منها أشكال التعبير الموسيقى والغنائي؛ أشكال التعابير الحركية أو الجسدية؛ الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات؛ المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية؛ الآلات الموسيقية التقليدية؛ فنون الطبخ التقليدي؛ إنتاج المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية، أشكال الفن المعماري التقليدي.
التصنيف: في إطار حفظ التراث الثقافي الشعبي الوطني من الاستلاء والتشويه، وفي إطار تنفيذ اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لسنة 2003 التي كانت الجزائر من أوائل البلدان المصادقة عليها، صنفت الجزائر عشر (10) عناصر للتراث الثقافي غير المادي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، منها سبع (07) عناصر مسجلة كتراث جزائري وهي:
أغنية الراي؛
المعارف والمهارات الخاصة بكيالي الماء العاملين في الفقارة في توات وتيديكلت؛
السبوع “الزيارة السنوية إلى زاوية سيدي الحاج بلقاسم في قورارة بمناسبة المولد النبوي؛
الطقوس والاحتفالات الخاصة بعيد السبيبة في واحة جانت بالجزائر؛
الزيارة السنوية لضريح سيدي عبد القادر بن محمد (ركب سيدي الشيخ)؛
العادات والمهارات الحرفية المرتبطة بتقاليد زي الزفاف التلمساني؛
أهاليل القورارة؛
وثلاثة (03) عناصر مشتركة مع بلدان عربية وإفريقية وهي:
الخط العربي: المعرفة والمهارات والممارسات؛
المعارف والمهارات والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكس؛
الممارسات والمعارف المرتبطة بموسيقى الإمزاد وآلتها عند جماعات الطوارق في الجزائر ومالي والنيجر.
وفي هذا الإطار، من بين الملفات التي ستعالجها أمانة اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي لدى اليونيسكو، في دورتها الثامنة عشرة في نوفمبر / ديسمبر 2023، الملف المشترك مع دول عربية “المهارات والممارسات المرتبطة بالنقش على المعادن (الذهب والفضة والنحاس).
أيّها الجمع الكريم،
ضمن هذا السياق تعمل المصالح المختصة في المجال التابعة لوزارة الثقافة والفنون الجزائرية على إعداد ملفات لعناصر التراث الثقافي غير المادي قصد إيداعها لدي هيئة اليونسكو في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وفق الإجراءات المعمول بها لدى هذه الهيئة.
بخصوص حفظ وتثمين التراث الشعبي:
في إطار حفظ عناصر التراث الشعبي وتثمينه وتفسيره للجمهور بواسطة مختلف الدعائم، أنجزت الدولة الجزائر 24 متحفا وطنيا منها 5 متاحف متخصصة في حفظ التعابير الثقافية والفنون التقليدية والشعبية، كما أنجزت مركزا تفسيريا للباس التقليدي الجزائري والممارسات التقليدية المرتبطة به، وفي هذا السياق تم استحداث 5 حظائر ثقافية بجنوبنا الكبير من مهامها حماية وجرد وتثمين الموروث الشّعبي المتواجد بهذه المناطق.
ومواصلة لهذه السياسة تعكف وزارة الثقافة والفنون على انجاز متحف وطني خاص بزربة ببار بخنشلة ومركزين لتفسير التراث الشعبي أولاد نايل، وتراث منطقة الساورة ببشار.
بخصوص سياسة البحث العلمي في مجال التراث الثقافي غير المادي:
في إطار تنفيذ السياسة الوطنية للبحث العلمي في التراث الثقافي، استحدث لدى المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وفي علم الإنسان والتاريخ وحدة بحث متكونة من عدة فرق بحث، مكلفة بإنجاز مشاريع بحث وإعداد ملفات تصنيف عناصر التراث الثقافي الشّعبي، كما يعمل قطاع الثّقافة والفنون مع الجامعات ومخابر البحث على تنفيذ السياسة الوطنية للبحث العلمي في التراث الشعبي.
بخصوص إدراج التراث الثقافي الوطني في التداول السياحي واقتصاد الثقافة:
في إطار تقريبِ الرّؤيةِ الاقتصاديّةِ الثقافيّةِ من مُختلف الفاعلين والمتعاملين، ومرافقتهم لتنظيم التظاهرات والفعاليات الثقافية، وتقديم الخدمات الثّقافية وإسهاماتهم في ترقية الإبداع والتراث، خاصة في مجال صناعة السياحة الثقافية والتراثية، بهدف المساهمة في التنمية المحلية والوطنية المستدامة، تعمل الحكومة الجزائرية على مرافقة ورعاية النشاطات والمبادرات والفعاليات الثقافية التي تحتفي بالتراث وبالموروث الثّقافي الجزائري، خاصّة تلك المنظمة من طرف المتعاملين الخواص.
بخصوص دعم الدولة للجمعيات التراثية:
تعمل الحكومة على دعم الجمعيات التراثية التي تحمل على حفظ وممارسة عناصر التراث الثقافي، كما تعمل دائرتنا الوزارية على إحياء الموروث الشعبي وحفظه من خلال التأسيس لعدة مهرجانات دولية ووطنية ومحلية. منها 12 مهرجان دولي يحفى فيهم بالتراث الشعبي 48 مهرجان محلي للفنون والتقاليد الشعبية.
أيّها الحضور الكريم،
إنّ بلادنا تضع التراث الشّعبيّ في مقام مهم كونه مؤشّر على هويّتنا واصالتنا وعراقة شعوب منطقتنا، كما أنّه وجه من أوجه التكامل في المنطقة، لهذا فإنّ أي جهد في قطر عربيّ هو دعم لجهود الأقطار الأخرى، كما انّ تبادل التجارب في مجالات حماية وترقية التراث يحتاج إلى تشكيل لجنة خاصّة ضمن اطر العمل المعتمدة داخل جامعة الدول العربية.
أشكركم على كرم الإصغاء والسلام عليكم.