عمرو عمارة ” تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الفرد والتي يشعر بها الإنسان بالاستقلالية،
تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الفرد والتي يشعر بها الإنسان بالاستقلالية، حيث يبدأ الشخص بالاعتماد على نفسه في تأمين مختلف احتياجاته والسعي للحصول على حياة أفضل، ولا بد من الاهتمام بهذه الفترة اهتماماً كبيراً؛ حيث يعتبر الشباب اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات والمحافظة على مستواها العلمي والاجتماعي، ويمثلون كذلك السبب الرئيسي في تقدم المجتمعات ورقيها على كافة الأصعدة.
وتتميز هذه الفترة كذلك بأنها ذات خصوصية حيث تمر فيها مراحل النمو الجسدي والذهني والتي تظهر فيها بشكل واضح الكثير من المشاكل، ولا بد من التعامل معها حتى يستطيع الشباب القيام بأدوارهم في المجتمع على أكمل وجه.
أهم المشكلات:
1ـ تحديد المسار الفكري والأخلاقي: ومن أهم المشاكل التي تواجه الإنسان في هذه المرحلة هي تحديد مساره الفكري والأخلاقي، والذي يترتب عليه بصفه رئيسية سلوكياته في المجتمع، ويتحكم في هذا السلوك ما يفكر به الإنسان وخياله، فقد يكون ذا تفكير سلبي مما ينتج عنه الأخلاق السيئة. أما إذا كان تفكيره ايجابياً يترتب عليه الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة، وما يتحكم في نوع التفكير سواء كان إيجابياً أم سلبياً هو مدى الارتباط بالله والتعلق بالمبادئ الدينية التي تنظم السلوك وتقّوم الأخلاق.
2ـ ترك الدراسة: تشكل الدراسة أحد أهم العوامل التي تؤدي بالشباب إلى تحديد أهدافهم ومعرفة طريقهم، واذا ما تم ترك الدراسة فلا بد من تشتت الأفكار والتوجه إلى السلوكيات المنافية للأخلاق حيث تزداد معدلات الجريمة بسبب عدم وجود ما يملأ أوقات فراغهم بما يفيد، بالإضافة إلى ذلك فقد يتعرض الشباب لمشاكل نفسية اذا ما كانت الرغبة في الدراسة موجودة ولكن لأسباب مختلفة تم ترك الدراسة، وتؤدي هذه العوامل لزيادة الاضطرابات النفسية والتي تؤدي بالضرورة إلى مشاكل اجتماعية مختلفة منها العنف المجتمعي.
3ـ المخدرات والتدخين: ومن المشاكل الأخرى التي يواجهها الشباب هو انتشار المواد المخدرة، والتي تعتبر من أبرز المشاكل التي يعاني منها الشباب في أي مجتمعات كثيرة، حيث تعاني الكثير من هذه المجتمعات من زيادة أعداد المتعاطين لأسباب مختلفة، وكذلك الإدمان على تناول الكحوليات والمسكرات أصبح من الأمور الخطيرة التي تنتشر بين الشباب؛ لذلك لا بد من وجود حلول جذرية لمثل هذه المشكلات والتي تتسبب حكماً في انهيار البناء المجتمعي الذي يشكل الشباب العامل الرئيسي في تكوينه.
ويشكل الشباب المدخن نسبة عالية في المجتمعات، وتظهر مشكلة التدخين بنسب عالية بين الشباب، وهو من مدمرات البناء الصحي، وسبب كثير من الأمراض خاصة ما يتعلق منها بالجهاز التنفسي، وسبب لكثير من السرطانات: كسرطان اللثة والرئة، والمريء، وغيرها.. وهذا كله يعود بالضرر على الفرد وعلى المجتمع ككل.
4ـ الهجرة إلى الخارج: تعتبر الهجرة والسفر إلى الخارج من وجهة نظر الكثير من الشباب أحد الحلول الجذرية لمشكلاتهم المادية، حيث يستبسل الشباب في البحث عن فرص عمل وعقود عمل خارج بلدانهم، الأمر الذي يؤدي الى انتقال الكفاءة واحتكار الإبداع مقابل المردود المالي المغري الذي تقدمه الكثير من الشركات في الخارج.
لابد من حلول:
يتضح مما سبق أن الشباب الذي يعول عليه كثيرا في تقدم المجتمعات وتطور الأمم ورقيها يعاني عديدا من المشكلات وعلى مختلف الأصعدة، فلا بد من إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلات، وليس حلولا للتخدير وتناسي هذه المشاكل.
كما أنه ولا بد من الحوار مع الشباب ومناقشتهم، والاستماع إلى آرائهم ونظرتهم إلى كيفية إيجاد الحلول المناسبة لهم وإسداء النصائح لا الأوامر، والإقناع لا الاستبداد بالرأي، وإحسان التوجيه بطرق مناسبة حتى يستطيع الشباب قبول الحلول وتطبيقها دون تحقيرهم وعدم الثقة بمستوى قراراتهم.